ما معدلات حدوث التفاعلات والمضاعفات التحسسية الشديدة بعد تلقي لقاح كورونا؟
قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يوم الأربعاء، إن 29 شخصاً فقط عانوا من تفاعلات حساسية شديدة تجاه لقاح فيروس كورونا، ما يجعلها حالات نادرة الحدوث، وفق موقع “سي إن إن”.
في الأسبوع الأول والنصف من جهود تقديم لقاح “كوفيد-19” في الولايات المتحدة، قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن هناك 21 حالة مؤكدة من ردود الفعل التحسسية الشديدة، والتي تُعرف باسم “الحساسية المفرطة”، ما رفع إجمالي الحالات إلى 29 من أصل 1.9 مليون جرعة قُدمت للناس.
وبالتالي، هذا يضيف إلى معدل 11.1 حالة من الحساسية المفرطة من أصل مليون جرعة يتم تقديمها، بحسب قول مراكز السيطرة على الأمراض، في تقريرها الأسبوعي حول الإصابات والوفيات.
وبالمقارنة، فإن معدل رد الفعل التحسسي الشديد للقاح الإنفلونزا هو 1.3 لكل مليون جرعة.
وقالت الدكتورة نانسي ميسونييه، مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، خلال مؤتمر صحفي: “قد يبدو معدل الحساسية المفرطة للقاحات كوفيد-19 مرتفعاً مقارنة بلقاحات الإنفلونزا. لكن أؤكد لكم أن هذه لا تزال نتيجة نادرة”.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض إن ردود الفعل التحسسية جاءت كلها في غضون دقائق من الحصول على اللقاح، حيث تملك الوكالة معلومات عن 20 مريضاً من أصل 21 مريضاً، وجميعهم تعافوا.
وقالت ميسونييه إن من بين الأشخاص الذين أصيبوا برد فعل تحسسي شديد، كان لدى 17 شخصاً تاريخاً في أمراض الحساسية، بما في ذلك الأدوية والمنتجات الطبية والأطعمة والحشرات.
لكن مثل هذه الحساسية شائعة وعدد ردود الفعل نادر جداً، لذلك تقول مراكز السيطرة على الأمراض إن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية العامة يجب ألا يقلقوا بشأن التطعيم، لكن من المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل القيام بذلك.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض إن الأشخاص الذين لديهم ردود فعل تحسسية شديدة معروفة تجاه المكونات الموجودة في لقاحات “فايزر” و”مودرنا”، بما في ذلك البوليسوربات والبولي إيثيلين جلايكول، يجب ألّا يحصلوا على اللقاح.
ويجب أيضاً أن لا يحصل الأشخاص، الذين أصيبوا برد فعل تحسسي تجاه الجرعة الأولى، على الجرعة الثانية في الوقت الحالي.
وقال ميسونييه: “نقوم بتعديل توصياتنا كلما تعلمنا المزيد”.
وأوضحت مراكز السيطرة على الأمراض إنها ستواصل مراقبة تفاعلات الحساسية لدى الأشخاص الذين يتلقون اللقاح. وأشارت الوكالة إلى أن الأشخاص قد يبلغون عن حالات أو تفاعلات حساسية أكثر مما يُبلغ عنها عادةً.
• المخاطرة مقابل الفائدة
وقال ميسونييه: “الفوائد المعروفة والمحتملة للقاحات كوفيد-19 الحالية تفوق المخاطر المعروفة والمحتملة، مثل الإصابة بفيروس كورونا.. ولكن هذا لا يعني أننا لم نستطع رؤية أحداث صحية خطيرة محتملة في المستقبل”.
ولم تشهد مراكز السيطرة على الأمراض أي تفاعلات خطيرة أخرى مقلقة للقاحات. وأوضحت ميسونييه: “نعلم أن السلامة هي أحد أكبر مخاوف الناس بشأن كوفيد-19”.
وأضافت أن “سلامة اللقاحات كانت ذات أهمية قصوى خلال عملية التطوير، واستمرار سلامة هذه اللقاحات أثناء إعطائها للناس أمر في غاية الأهمية للحكومة الفيدرالية”.
وفي الاختبارات السريرية، تم إعطاء اللقاحات لأكثر من 70 ألف شخص، لكن يعلم الأطباء أنه عند إعطاء اللقاح لملايين الأشخاص، يمكن أن تبدأ المزيد من الأحداث النادرة في الظهور.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إنه تم إعطاء اللقاح إلى 4.8 مليون شخص في الولايات المتحدة، حتى يوم الثلاثاء.
وقالت ميسونييه إنها تتفهم توتر الأشخاص بشأن اللقاح، مضيفة أن والديها اللذين يبلغان الثمانينيات من العمر يشعران بالتوتر أيضاً.
وأفادت: “ندرس هذه اللقاحات عن كثب وأنظمتنا التي يمكنها البحث عن أي أعراض معاكسة قوية بشكل لا يصدق.. ولا نرى أي إشارات مقلقة.. الشيء الوحيد الذي رأيناه هو ردود الفعل التحسسية الشديدة هذه”.
ويُطلب من الأشخاص البقاء في موقع تلقي اللقاح لمدة 15 دقيقة على الأقل للتأكد من إمكانية علاجهم بسرعة وبشكل صحيح إذا تعرضوا لرد فعل. كما يُطلب من الأشخاص الذين عانوا من رد فعل تحسسي تجاه أي لقاح في الماضي البقاء لمدة 30 دقيقة.
وقالت ميسونييه إن مخاطر اللقاح مقبولة للغاية.
وأضافت: “ما زلت أعتقد أن خطر الإصابة بكوفيد-19 ونتائجه السيئة، خاصة عند كبار السن، يجعل الأمر ضرورياً لمضي الناس قدماً والحصول على التطعيم بمجرد توفره لهم”.