تعد الحفلات الموسيقية الحية التي تظهر براعة الموسيقيين المهرة من بين التقاليد الكثيرة المعتادة في أوقات العطلات التي غيبتها قيود جائحة فيروس كورونا هذا العام.
وهؤلاء الموسيقيون الموهوبون يمكنهم في الغالب الأداء بسلاسة بالغة يمكن بسهولة معها التقليل من قدر ساعات المران التي لا حصر لها والتي أدت إلى براعتهم.
ولكن هل من الممكن أن يكون هناك ما هو أكثر من ذلك لإتقان عزف الموسيقى؟ هل هناك، كما يلمح البعض، فترة تحضيرية مبكرة في حياة المرء يكون فيها المخ متقبلا بوجه خاص للتدريب الموسيقي؟، والإجابة هي من المحتمل أن لا يكون الأمر كذلك وفقا لبحث جديد نشرته دورية سايكولوجيكال ساينس.
وقالت لورا ويسلديك، الباحثة بمعهد كارولينسكا في السويد والتي تعتبر المشارك الرئيسي في هذا البحث: “هناك ملاحظة شائعة وهي أن الموسيقيين الناجحين غالبا ما يبدأون تدريبهم الموسيقي مبكرا”.
وأضافت: “أحد التفسيرات التي تمت مناقشتها كثيرا هو أنه قد تكون هناك فترة في الطفولة المبكرة يكون خلالها المخ حساسا بشكل خاص للتحفيز الموسيقي. غير أننا وجدنا أن تفسير سبب كون البداية المبكرة مهما، ربما يكون أكثر تعقيدا وإثارة للاهتمام مما كان يعتقد سابقا “، بحسب ما نقله موقع “نيوروساينس نيوز” عن البحث.
وفي حين أن البحث الجديد يدعم فكرة أن البداية المبكرة مرتبطة بمستويات أعلى من المهارات الموسيقية، وإنجاز في فترة البلوغ، فإن الأسباب الكامنة وراء هذا قد تكون متعلقة أكثر بالتأثير الأسري، مثل العوامل الوراثية والبيئة الأسرية التي تشجع على الموسيقى، بالإضافة إلى وقت الممارسة الإجمالي المتراكم الذي يزيد عن أولئك الذي يبدأون في فترة متأخرة من حياتهم.
واستخدمت ويسيلديك وزملاؤها بيانات من مشروع بحث قائم يسمى “دراسة البالغين التوائم: الجينات والبيئة”.
وبمقارنة النتائج من تلك الدراستين المستقلتين، تمكن الباحثون من إظهار أن البداية في سن مبكرة مرتبطة بالموهبة الموسيقية في كل من الموسيقيين الهواة والمحترفين، حتى بعد التحكم في وقت الممارسة المتراكم.
وأشارت النتائج إلى أن العوامل الوراثية – المحتمل أنها متعلقة بالاهتمام الموسيقي والموهبة- لها أثر جوهري على العمر الذي يبدأ فيه الأفراد ممارسة الموسيقى وعلى موهبتهم الموسيقية المستقبلية.
وعند التحكم في العوامل الأسرية وبالأخص الآثار الوراثية والبيئية مثل بيئة أسرية غارقة في الموسيقى، لم يكن هناك رابط إضافي بين عمر بداية مبكر والحس الموسيقي.
ومن التفسيرات المحتملة لتلك النتائج أن الأطفال الذين تظهر عليهم موهبة أكبر في مجال معين مثل الموسيقى، يتم تشجيعهم على بداية الممارسة في سن مبكرة.
ومن الاحتمالات الأخرى أن الأسرة النشطة في الموسيقى والمهتمة بها والموهبة فيها توفر بيئة موسيقية للطفل بينما تمرر أيضا ميلها الوراثي أيضا للانخراط في الموسيقى.