أخبار عاجلهمنوعات
أخر الأخبار

كيف أثر فيروس كورونا على شعورنا بالوقت؟

يعتقد معظم الاشخاص حول العالم، أن إدراكهم لمرور الزمن يتسم بالغرابة في عام 2020، حيث تسببت اضطرابات فيروس كورونا، بتشتيت شعور سكان العالم وعلاقتهم بالوقت، بالنسبة للبعض ممن استمتعوا بالعمل من منازلهم، فإن الأيام مرت سريعا، أما الآخرون ممن يحبون السفر، فإن الوقت ظهر وكأنه لن يمر أبدا.

وفقا للأبحاث، فإنه من الناحية الموضوعية، يمر الوقت بمعدل خطي ثابت، بشكل ذاتي، ومع ذلك، فإن الوقت يتضاءل ويختفي مع أنشطتنا وعواطفنا، في بعض الأحيان، يمر الوقت بسرعة، وفي أحيان أخرى يمر ببطء شديد لدرجة أنه يكاد يقف ساكنا.

ووفقا لموقع «ميديكال اكسبريس»، أجرى الباحثون دراسة لاستكشاف كيف أثرت الأشهر الأولى لوباء فيروس كورونا على تجارب الناس مع مرور الوقت، وكان من الأمور ذات الأهمية، التي وجدوها، مدى سرعة الوقت التي شعر بها البعض أثناء فترة الإغلاق والعزل المنزلي.

واستطلع الباحثون آراء 604 أشخاص، حول مدى سرعة الوقت التي شعروا بها، أثناء الإغلاق، وقارنوها بفترة ما قبل الإغلاق، وأجاب المشاركون أيضًا على أسئلة حول مزاجهم وحياتهم الأسرية ومدى انشغالهم في إعطاء سياق حول العوامل، مما زاد من احتمالية تسريع الوقت أو إبطائه لأشخاص مختلفين.

وأظهرت النتائج أنه كان هناك تشويه واسع في الوقت أثناء الإغلاق، حيث شعر أكثر من 80% أن الوقت كان يمر بشكل مختلف، لكن الإغلاق لم يشوه الوقت بنفس الطريقة للجميع، حيث شعر البعض أن الوقت كان يمر بشكل سريع أثناء الإغلاق بالنسبة لـ40% من الأشخاص، وتباطأ بالنسبة لـ40% المتبقية.

ويشير الباحثون إلى أن السرعة المتصورة للوقت خلال اليوم، تأثرت بعمر الشخص، ومدى رضاهم عن مستوى تفاعلهم الاجتماعي، ومدى إجهادهم، ومدى انشغالهم، كما وجدوا أن الأيام مرت بشكل أسرع بالنسبة للأشخاص الأصغر سنًا الذين كانوا راضين اجتماعياً ومشغولين ويعانون من مستويات منخفضة من التوتر، بينما مر اليوم بشكل أبطأ بالنسبة لكبار السن، خاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، والذين كانوا غير راضين اجتماعيًا ومجهدين ويفتقرون إلى المهام اللازمة لشغلهم.

وكشفت دراسة ثانية، أنه من بين 851 شخصًا، عان أكثر من 75% من تشويه مع مرور الوقت، وأفاد 55% بأن بداية الإغلاق الأول شعروا بفترة أطول من 8 أشهر، وارتبط الإغلاق الثاني الأبطأ بالحماية وعدم الرضا عن التفاعل الاجتماعي وزيادة الاكتئاب والملل.

وأظهرت أن فرنسا وإيطاليا والأرجنتين والمملكة المتحدة أيضا، عانوا من حالة واسعة من التشويه في الوقت خلال فترات القيود الصارمة التي فرضتها جائحة كورونا.

وأوضحت الدراسة أن الشعور بالملل كان مؤشرًا مهمًا لتباطؤ الوقت في إيطاليا وفرنسا، ومر الوقت أيضًا ببطء في فرنسا أكثر مع زيادة الحزن، وذلك وفقا لاستطلاعات الدراسة.

ويقول باحث في الدراسة: “في عام 2020، عندما نشعر بالملل وغير راضين اجتماعياً، يكون لدينا الكثير من القدرات المعرفية الاحتياطية وأننا نستخدم بعد ذلك بعضًا من هذه القدرة لزيادة مراقبتنا للوقت، تؤدي هذه المراقبة المتزايدة إلى مرور الوقت بشكل أبطأ من المعتاد، وذلك ببساطة لأننا أكثر وعياً بالوقت أكثر من المعتاد، وذلك بسبب أن النتيجة العاطفية للإغلاق غيرت طريقة معالجة الدماغ للوقت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى